ماهي السلفية ؟؟
صفحة 1 من اصل 1
ماهي السلفية ؟؟
أولاً: التسمية والتعريف
تعريف السلفية لغة:
السلف لغة: ما مضى وتقدم, يقال: سَلًف الشئ سَلَفَا, أي:مضى, والسَّلف: الجماعة المتقدِّمون, أَو القوم المتقدمون في السير, قال ابن الأثير رحمه الله: "وقيل: سلف الإنسان مَن تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته, ولهذا سُمي الصدر الأول من التابعين (السلف الصالح)" النهاية في غريب الحديث 351/2, وقال ابن منظور رحمه الله: "والسلف ايضاً: من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل,... فنكون سلفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا" لسان العرب 650/4, ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: "فإنه نعم السلف أنا لك" مسلم 2450 عن عائشة.
والسلف اصطلاحاً: إذا أطلق السلف عند علماء الاعتقاد, فإنما تدور كل تعريفاتهم حول الصحابة, أو الصحابة والتابعين, أو الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة الأعلام المشهود لهم بالإمامة والفضل, واتباع السنة والإمامة فيها, واجتناب البدعة والحذر منها, وممن اتفقت الأمة على إمامتهم وعظيم شأنهم في الدين, ولهذا سُمي الصدر الأول بالسلف الصالح, وفيهم ورد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" البخاري 2652 عن ابن المسعود.
وعليه يمكن تعريف السلف إذن بأنهم:
" صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم من القرون المفضلة, من الأئمة الأعلام المشهود لهم بالإمامة والفضل وإتباع السنة والإمامة فيها, واجتناب البدعة والحذر منها"
ثانياً: السلفية المنهج والطريقة
السلفية تطلق ويراد بها أحد معنيين:
الأول: مرحلة تاريخية معينة: تختص بأهل القرون الثلاثة المفضلة, لقوله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"
البخاري عن ابن مسعود, وتلك الحقبة التاريخية انتهت بموتهم رضي الله عنهم.
الثاني: طريقة في الفهم والاستنباط: وهي تلك الطريقة التي كان عليها السلف من التمسك بالكتاب والسنة وتقديمهما على ما سواهما, والعمل بمهما على مقتضى فهم السلف الصالح والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمة الهدى والدين من أهل القرون الثلاثة الأولى, الذين اتفقت الأمة على إمامتهم وعدالتهم, وتلقى المسلمون كلامهم بالرضا والقبول كالأئمة الأربعة, وغيرهم من أئمة أهل السنة كالبخاري, مومسلم, وسائر أصحاب السنن وغيرهم من الذين اتبعوا طريقة الأوائل جيلاً بعد جيل.
والعمل بهذا المنهج والدعوة إليه ضرورة شرعية, لأنه لا يجوز انتهاج غير نهجهم, واعتقاد غير عقيدتهم, وسلوك غير سبيلهم, لقول الله سبحانه وتعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم غعن سبيله" الأنعام 153, ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي, عضوا عليها بالنواجذ" أبو داود 4604, والترمذي 2676 عن العرباض وصححه الألباني.
قال الأوزاعي رحمه الله: "اصبر نفسك على السنة, وقف حيث وقف القوم, وقل بما قالوا, وكف عما كفوا, واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للللكائي 154/1, وقال السفاريني رحمه الله: "المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضى الله عنهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد لهم بالإمامة وعُرف عظم شأنه في الدين ... " لوامع الأنوار البهية 20/1 .
ثالثاً: السلفية في الإصطلاح المعاصر
مصطلح السلفية هذه الأيام أصبح علماً على من التزم منهج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان, في منطلقاته الشرعية والدينية, والتزم طريقة السلف في تلقي الإسلام وفهمه وتطبيقه.
والسلفية في مدلولها المعاصر معناها: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابه الكرام, فالنبي صلى الله عليه وسلم كانت سنته وسيرته العطرة هي المنهج الرباني, الذي ارتضاه الله لعباده أجمعين شريعة وديناً.
والصحابةهم: حراس العقيدة, وحماة الشريعة, العاملون بها, قولاً وعملاً, اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم, ونشر دينه وتبيلغ سنته, فهم أحق بالإتباع من غيرهم, وذلك لصدقهم في إيمانهم, وإخلاصهم في عبادتهم, قال ابن عمر رضي الله عنهما: "أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, كانوا خير هذة الأمة, أبرها قلوباً, وأقلها تكلفاً, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم, ونقل دينه, فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم, فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, كانوا على الهدى المستقيم" حلية الأولياء لأبي نعيم 305/1 .
فالسلفية هي الامتداد الفكري والعقدي لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته, ولمنهج ودعوة أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأتباعهم من أئمة الدين.
والسلفيون: هم السائرون على نهج السلف, المقتفون أثرهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, سواء كانوا فقهاء أو محدثين أو مفسرين أو غيرهم, ما دام أنهم قد التزموا بما كانوا عليه سلفهم من الاعتقاد الصحيح بالنص من الكتاب والسنة وإجماع الأمة والتمسك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من خذلهم, حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" مسلم عن ثوبان 1920.
رابعاً:حكم ومشروعية الانساب للسلفية
فالسلفية - كما أوضحنا - إذن: ليست جماعة ولا حزباً ولا مؤسسة ولا تياراً سياسياً ولا دعوة لشخص معين, وهي كذلك ليست ملكاً لأحد ولا حكراً على أحد.
بل هي منهج وطريقة في الفهم والنظر والعمل والدعوة,
منهج يدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة, وطريقة في الدعوة تدعو الناس إلى الحق المبين, وتعود بالمسلمين إلى المعين الصافي, وإلى الدين القويم.
وهي بهذا الإطلاق تعد منهاجاً باقياً إلى قيام الساعة, ويصح الانتساب إليه إذا ما التزمت شروطه وقواعده, فكل من سار على نهج السلف, وسلك طريقهم في الفهم والعمل على مدى العصور والأزمان يُسمى سَلًفي, قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي رحمه الله: "فالسِّلفي مستفاد مع السَّلفي - بفتحتين - وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء 6/21, وقال السمعاني رحمه الله: السَلَفي, بفتح السين واللام وفي آخرها الفاء: هذه بالنسبة إلى السَّلَف, وانتحال مذهبهم" الأنساب 104/7, فالسلفية انتساب إلى منهج سديد, وليست ابتداعاً لمذهب جديد.
ومما لا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن تقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح, وهي باختصار أن تقول: أنا سلفي نسبة إلى السلف بهذا الإعتبار, فالانتساب والانتماء للسلفية في عصرنا الحاضر هو: "بيان الشخص لعقيدته ومنهجه, وأنه موافق للسلف الصالح رضي الله عنهم".
ويُحتاج الانتساب للسلفية في هذا الزمان بسبب كثرة الفرق المنحرفة والضالة, حيث لابد لكل شخص من نسبة مميزة دقيقة تميز صاحبها عن تلك الفرق الضالة والمنحرفة.
ولذلك فلا إنكار على من التزم المنهج السلفي وتسمى به وبالأخص في وقت تكثر فيه الدعاوي والاتجاهات المخالفة للمنهج القويم وفيه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "لا عيب على من أظهرمذهب بالاتفاق فإن مذهب السلف لايكون حقاً" مجموع الفتاوي 149/4.
ولكن مع جلالة هذا الاسم المبارك وعصمة هذا المنهج الرباني, ومشروعية الانتساب إليه, إلا أنه ينبغي توضيح أمور:
1- أن الأفراد المنتسبين إلي هذا المنهج السلفي ليسوا معصومين, بل يجري عليهم ما يجري علي غيرهممن الخطأ والنسيان ونحوهما.
2-عدم التعصب لهذا الاسم, وحصره على أشخاص معينين دون غيرهمو وأن يكون لشخص الوصاية المطلقة على هذا الاسم وهذا المنهج, فيدخل فيه من يشاءو ويخرج منه من يشاء, ولو بسبب اجتهادات سائغة, أو مخالفات يسيرة, بل هو منهج يقوم على التمسك بالكتاب والسنة, والسير على طريقة سلف الأمة, من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وكل من عمل به, أو سار عليه, فهو سلفي, ويعد من السلفيين, في أي زمان أو مكان.
3- أن التسمي بهذا الاسم لا يفيد صاحبه حتى يضيف إليه العمل والتحقق به وصفاً ومعنى, وإلا كان تزكية للنفس بغير حق, فلابد من مراعاة العمل والتطبيق, وليس مجرد الانتساب والدعوى.
والله المستعان
وهو حسبنا ونعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين
راجعها فضلية الشيخ:
مصطفى بن محمد بن مصطفى
"منـــقول للفائدة"
تعريف السلفية لغة:
السلف لغة: ما مضى وتقدم, يقال: سَلًف الشئ سَلَفَا, أي:مضى, والسَّلف: الجماعة المتقدِّمون, أَو القوم المتقدمون في السير, قال ابن الأثير رحمه الله: "وقيل: سلف الإنسان مَن تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته, ولهذا سُمي الصدر الأول من التابعين (السلف الصالح)" النهاية في غريب الحديث 351/2, وقال ابن منظور رحمه الله: "والسلف ايضاً: من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل,... فنكون سلفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا" لسان العرب 650/4, ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها: "فإنه نعم السلف أنا لك" مسلم 2450 عن عائشة.
والسلف اصطلاحاً: إذا أطلق السلف عند علماء الاعتقاد, فإنما تدور كل تعريفاتهم حول الصحابة, أو الصحابة والتابعين, أو الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة الأعلام المشهود لهم بالإمامة والفضل, واتباع السنة والإمامة فيها, واجتناب البدعة والحذر منها, وممن اتفقت الأمة على إمامتهم وعظيم شأنهم في الدين, ولهذا سُمي الصدر الأول بالسلف الصالح, وفيهم ورد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" البخاري 2652 عن ابن المسعود.
وعليه يمكن تعريف السلف إذن بأنهم:
" صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم من القرون المفضلة, من الأئمة الأعلام المشهود لهم بالإمامة والفضل وإتباع السنة والإمامة فيها, واجتناب البدعة والحذر منها"
ثانياً: السلفية المنهج والطريقة
السلفية تطلق ويراد بها أحد معنيين:
الأول: مرحلة تاريخية معينة: تختص بأهل القرون الثلاثة المفضلة, لقوله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"
البخاري عن ابن مسعود, وتلك الحقبة التاريخية انتهت بموتهم رضي الله عنهم.
الثاني: طريقة في الفهم والاستنباط: وهي تلك الطريقة التي كان عليها السلف من التمسك بالكتاب والسنة وتقديمهما على ما سواهما, والعمل بمهما على مقتضى فهم السلف الصالح والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمة الهدى والدين من أهل القرون الثلاثة الأولى, الذين اتفقت الأمة على إمامتهم وعدالتهم, وتلقى المسلمون كلامهم بالرضا والقبول كالأئمة الأربعة, وغيرهم من أئمة أهل السنة كالبخاري, مومسلم, وسائر أصحاب السنن وغيرهم من الذين اتبعوا طريقة الأوائل جيلاً بعد جيل.
والعمل بهذا المنهج والدعوة إليه ضرورة شرعية, لأنه لا يجوز انتهاج غير نهجهم, واعتقاد غير عقيدتهم, وسلوك غير سبيلهم, لقول الله سبحانه وتعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم غعن سبيله" الأنعام 153, ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي, عضوا عليها بالنواجذ" أبو داود 4604, والترمذي 2676 عن العرباض وصححه الألباني.
قال الأوزاعي رحمه الله: "اصبر نفسك على السنة, وقف حيث وقف القوم, وقل بما قالوا, وكف عما كفوا, واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للللكائي 154/1, وقال السفاريني رحمه الله: "المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضى الله عنهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين ممن شهد لهم بالإمامة وعُرف عظم شأنه في الدين ... " لوامع الأنوار البهية 20/1 .
ثالثاً: السلفية في الإصطلاح المعاصر
مصطلح السلفية هذه الأيام أصبح علماً على من التزم منهج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان, في منطلقاته الشرعية والدينية, والتزم طريقة السلف في تلقي الإسلام وفهمه وتطبيقه.
والسلفية في مدلولها المعاصر معناها: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابه الكرام, فالنبي صلى الله عليه وسلم كانت سنته وسيرته العطرة هي المنهج الرباني, الذي ارتضاه الله لعباده أجمعين شريعة وديناً.
والصحابةهم: حراس العقيدة, وحماة الشريعة, العاملون بها, قولاً وعملاً, اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم, ونشر دينه وتبيلغ سنته, فهم أحق بالإتباع من غيرهم, وذلك لصدقهم في إيمانهم, وإخلاصهم في عبادتهم, قال ابن عمر رضي الله عنهما: "أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, كانوا خير هذة الأمة, أبرها قلوباً, وأقلها تكلفاً, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم, ونقل دينه, فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم, فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, كانوا على الهدى المستقيم" حلية الأولياء لأبي نعيم 305/1 .
فالسلفية هي الامتداد الفكري والعقدي لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته, ولمنهج ودعوة أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأتباعهم من أئمة الدين.
والسلفيون: هم السائرون على نهج السلف, المقتفون أثرهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, سواء كانوا فقهاء أو محدثين أو مفسرين أو غيرهم, ما دام أنهم قد التزموا بما كانوا عليه سلفهم من الاعتقاد الصحيح بالنص من الكتاب والسنة وإجماع الأمة والتمسك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من خذلهم, حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" مسلم عن ثوبان 1920.
رابعاً:حكم ومشروعية الانساب للسلفية
فالسلفية - كما أوضحنا - إذن: ليست جماعة ولا حزباً ولا مؤسسة ولا تياراً سياسياً ولا دعوة لشخص معين, وهي كذلك ليست ملكاً لأحد ولا حكراً على أحد.
بل هي منهج وطريقة في الفهم والنظر والعمل والدعوة,
منهج يدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة, وطريقة في الدعوة تدعو الناس إلى الحق المبين, وتعود بالمسلمين إلى المعين الصافي, وإلى الدين القويم.
وهي بهذا الإطلاق تعد منهاجاً باقياً إلى قيام الساعة, ويصح الانتساب إليه إذا ما التزمت شروطه وقواعده, فكل من سار على نهج السلف, وسلك طريقهم في الفهم والعمل على مدى العصور والأزمان يُسمى سَلًفي, قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي رحمه الله: "فالسِّلفي مستفاد مع السَّلفي - بفتحتين - وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء 6/21, وقال السمعاني رحمه الله: السَلَفي, بفتح السين واللام وفي آخرها الفاء: هذه بالنسبة إلى السَّلَف, وانتحال مذهبهم" الأنساب 104/7, فالسلفية انتساب إلى منهج سديد, وليست ابتداعاً لمذهب جديد.
ومما لا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن تقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح, وهي باختصار أن تقول: أنا سلفي نسبة إلى السلف بهذا الإعتبار, فالانتساب والانتماء للسلفية في عصرنا الحاضر هو: "بيان الشخص لعقيدته ومنهجه, وأنه موافق للسلف الصالح رضي الله عنهم".
ويُحتاج الانتساب للسلفية في هذا الزمان بسبب كثرة الفرق المنحرفة والضالة, حيث لابد لكل شخص من نسبة مميزة دقيقة تميز صاحبها عن تلك الفرق الضالة والمنحرفة.
ولذلك فلا إنكار على من التزم المنهج السلفي وتسمى به وبالأخص في وقت تكثر فيه الدعاوي والاتجاهات المخالفة للمنهج القويم وفيه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "لا عيب على من أظهرمذهب بالاتفاق فإن مذهب السلف لايكون حقاً" مجموع الفتاوي 149/4.
ولكن مع جلالة هذا الاسم المبارك وعصمة هذا المنهج الرباني, ومشروعية الانتساب إليه, إلا أنه ينبغي توضيح أمور:
1- أن الأفراد المنتسبين إلي هذا المنهج السلفي ليسوا معصومين, بل يجري عليهم ما يجري علي غيرهممن الخطأ والنسيان ونحوهما.
2-عدم التعصب لهذا الاسم, وحصره على أشخاص معينين دون غيرهمو وأن يكون لشخص الوصاية المطلقة على هذا الاسم وهذا المنهج, فيدخل فيه من يشاءو ويخرج منه من يشاء, ولو بسبب اجتهادات سائغة, أو مخالفات يسيرة, بل هو منهج يقوم على التمسك بالكتاب والسنة, والسير على طريقة سلف الأمة, من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وكل من عمل به, أو سار عليه, فهو سلفي, ويعد من السلفيين, في أي زمان أو مكان.
3- أن التسمي بهذا الاسم لا يفيد صاحبه حتى يضيف إليه العمل والتحقق به وصفاً ومعنى, وإلا كان تزكية للنفس بغير حق, فلابد من مراعاة العمل والتطبيق, وليس مجرد الانتساب والدعوى.
والله المستعان
وهو حسبنا ونعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين
راجعها فضلية الشيخ:
مصطفى بن محمد بن مصطفى
"منـــقول للفائدة"
معنى الصمت- المشرف العام
- عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 19/05/2012
الموقع : أرض الله
مواضيع مماثلة
» ماهي الجودة؟؟؟؟
» ماهي عوامل النسيان ؟ وما الحل؟؟
» ماهي المشاكل السلوكية العدوانية وأسبابها في المدارس؟
» ماهي عوامل النسيان ؟ وما الحل؟؟
» ماهي المشاكل السلوكية العدوانية وأسبابها في المدارس؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى